يرتبط ازدهار طريق التجارة الشرقي لمدينة الخليل (طريق الحرير) بالتحولات التي طرأت على بلاد الشام إثر الاضطرابات الكبيرة التي نشبت بين سكان فلسطين وجيش ابراهيم باشا المصري بسب الضرائب الباهظة التي فرضها على سكان الإقليم الجنوبي للشام، حيث امتنع سكان المدينة عن دفع الضريبة وهاجموا الحامية العسكرية التابعة له، مما دفع بإبراهيم باشا بشن حملة تأديبية على المدينة عام 1831م وقُتل على إثرها أكثر من 600 شخص من سكان المدينة وتم سبي عدد كبير منهم إلى القاهرة. هذه الأحداث أثرت بشكل كبير على طرق التجارة، حيث سلك تجار المدينة درب الشرق (هو طريق تاريخي للتجارة لكنه ليس مركزي) خوفًا من مضايقات المعسكرات التابعة لجيش ابراهيم باشا على طول الطريق الغربي، الذي كان يعتبر الطريق الرسمي للتجارة من مدينة الخليل نحو مصر مرورًا ببيت جبرين والقدس ويافا ، وكانت القوافل تخرج من خان شاهين نحو شارع الشهداء وواد النصارى، لتقطع التلة التي أقيمت عليها مستوطنة كريات أربع الاسرائيلية بعد الاحتلال 1967م ثم تتجه نحو برية بني نعيم باتجاه واد سعير، ثم إلى الكرك وبعدها للجولان وجنوب لبنان، لتعود عبر طريق الساحل. أهم صادرات المدينة: الصوف والبُسط (فراش للأرض ملون) وقبعات مصنوعة من وبر الجمال، وفخار فيه السمن والآورما (لحم مجفف محفوظ بالدهن الحيواني)، إلى جانب الفخار ومنتجات العنب وغيرها العديد، ويتم استيراد الجميد الكركي والقمح والأقمشة الدمشقية والحريرية وغيرها واستمر طريق الحرير مرتبط بالشرق نحو الشمال حتى نهايات العهد العثماني، ولم يسلك التجار طريق الغرب أو الجنوبي بسبب وجود حامية عسكرية عثمانية على الطريق، وفي الجنوب كان يوجد مخزن رئيسي للعثمانيين متعلق بجبي الضرائب و المواد المصادرة يقع في مدينة بئر السبع بعد الأزمة المالية التي عصفت بالدولة العثمانية بداية القرن العشرين ، وعلى إثر ذلك نشأت علاقات قوية بين تجار الخليل وأهل الشمال وهو (بدو بيسان و دروز جبل العرب وسهل حوران وجنوب لبنان)، ونشأ عن تلك العلاقة منفعة متبادلة تعلقت بتصدير أهل الخليل لبضاعتهم واستيراد أخرى. في هذا اللقاء سيقوم مجموعة من الفنانين الواعدين ببناء مجسم فني تركيبي لأهم المحطات التي كانت تمر منها القافلة إلى جانب البضائع والخارطة الجغرافية للمدينة قبل التحولات التي فرضها الانتداب بعد اتفاقية سايكس بيكو ثم الاحتلال الاسرائيلي عام 1948م. تقام الفعالية بالشراكة بين نادي الندوة الثقافي وجاليري تشكيل وبلدية الخليل، في مبنى الانشطة المجتمعية التابع للبلدية في حارة جابر، هذا المبنى الذي يقع مقابل الطريق التاريخي الذي لا تزال آثاره ماثلة للعيان حتى اليوم.
