غناء: ناي البرغوثي انتاج: فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية من تراث مدينة الخليل وهي أغنية متعلقة بعمالة النساء الفقراء في حقول ومزارع العنب، تلك الخاصة بالمرابين والاقطاعين من أعيان المدينة، حيث كان اقتصاد جبل الخليل يعتمد بالأساس على زراعة العنب ومنتجاته من الزبيب والدّبس والملبن ومربى العنب، إلى جانب زيت الزيتون والتين المجفف وغيره من الفواكة، ومصنوعات النسيج والزجاج والخزف والفخار التي كانت تحملها قوافل التجار نحو مدن بلاد الشام ومصر. من المعروف أن محصول الفواكة المجني من جبل الخليل كان ينقل بواسطة التجار إلى بلدة (بتير) في بيت لحم، لينقل في القطار إلى القدس وحيفا دمشق وبيروت وعمّان وغيرها من مدن الشام، وكان عنب الخليل يحمل شهرة كبيرة جدًا، ونذكر هنا أغنية قديمة من ثلاثينيات القرن الماضي غنتّها المطربة السورية: جميلة نصور (كروان دمشق) بعنوان ( أصلك خليلي يا عنب، طعمك حليلي يا عنب). يعود تاريخ الأغنية إلى بدايات القرن العشرين (1900-1925) ربما تكون منقولة بالذاكرة منذ زمن أقدم، وهي تشرح الذل الكبير الذي كانت تعانيه النساء والصبايا في عملية جني محصول العنب ثم عصره بالأقدام في أحواض خاصة من أجل إنتاج الدبس، أو حتى النبيذ الخاص بكبار أعيان المدينة وموظفي الدولة العثمانية والتجار والمرابين، وتشير كلمات الأغنية إلى الاستغلال الكبير الذي كانت تعاني منه النساء من قبل الاقطاعيين وملاك الأراضي، والظلم الاجتماعي والفقر الذي جعلهم مجبرين على تأدية تلك الأعمال، كلمات الأغنية: يا داعسة قطوفك بكعاب الحنّة عين الأفندي ما بترحم تَعَبْ ما تشَمّري ع الرمانة ليغار من العنب يا حاملة قطوفك بقماش سْرِنك قولي للفندي ما يكتر شُرب لولا العازة وجورة خالي ما رضينا ناكل من صحن الجُرُبْ يا داعسة الدّوريْ بكعاب الحنّة قَبَعْ الشتا، وخلّص الرصيص ولولا جورة عمي ما رضينا نغَمّس اجرينا بقُريص يا مدعسة قطوفك بكعاب الحنّة عبي جرارك من بير الزقيع ولا تعدي قروشك لتلاقي اللي فرج الله ببيع. من كتاب "فصول عن حكايا منسية" للباحث أحمد الحرباوي